bryansktalk.ru
خلق الله سبحانه وتعالى الكون وأودع فيه الأسرار العظيمة والكثير من عجائب قدرته جلّ وعلا، فقدرته على الخلق تفوق قدرة الإنسان على التخيل، فالله سبحانه وتعالى أبدع خلق كل شيء، فقد خلق الإنسان في أروع صورة وأعظم تقويم، وأعطاه العقل ليفكر ويحلل ويتفكر في عظيم صنع الله تعالى، والإنسان نفسه من عظيم قدرة الله تعالى في الخلق، بالإضافة إلى خلق الحيوانات بمختلف أنواعها وصفاتها، منها إما يزحف ومنها ما يسير على أربعة أقدام، وغير ذلك من طيورٍ وحشرات، وكلها فيها عجائب وغرائب تدل على مظاهر قدرة الله في الكون. من أهم عجائب قدرة الله في الكون خلق السماوات السبع التي خلقها الله سبحانه وتعالى بغير أعمدة، بل هي ثابتة وواقفة بقدرة الله تعالى وحده، وفي هذا يقول جلّ وعلا: "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ" سورة لقمان: 10، ففي هذه الآيات تتجلى العديد من عجائب قدرات الله تعالى في خلقة، ولا يقتصر هذا على خلق السماوات فقط، بل على خلق الجبال التي تحفظ توازن الأرض أيضاً، ومنها أيضاً أنه خلق الكواكب التي تسبح في الفضاء إلى أجل مسمى غير معلوم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما خلق الليل والنهار، فلا الليل يستطيع أن يسبق النهار، ولا يمكن أن يحدث أي خطأ في تعاقبهما، وهذا كله من عظيم صنع الله تعالى وتقديره.
اعتمد الإنسان قديماً في تحديد الأماكن على ما يراه من مجموعات النجوم التي تتشكل مع بعضها، فهناك الكثير من أسماء النجوم المشهورة في الفلك عند العرب. تعدد المخلوقات قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [النحل: 12]. سخر الله تعالى للإنسان العديد من المخلوقات في السماء، مثل خلْق الليل والنهار وتعاقبهما حتى يصلح عيش الإنسان بين الاستمرار على العمل وكذلك الراحة في الليل، وخلْق القمر والشمس في حساب الوقت وتقدير السنين، وكذلك خلْق النجوم، والكواكب، والبرق، والرعد، والغيوم، وكل واحدة من هذه المظاهر تتجلى قدرة الخالق في دقة صنعها. دقة انتظام الكون قال تعالى: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: 40]. مع تعدد الأجرام السماوية تظهر قدرته عزّ وجلّ في دقة وانتظام الكون وعدم اضطرابه؛ فالشمس لها مدار ومسار محدد لا تنحرف عنه، وكذلك القمر يسير في مدار محدد لا يخرج عنه ويصطدم مع الأقمار والكواكب والنجوم، أي كل الأجرام السماوية تسير بمدار ولا تنحرف عنه، فلو خرجت عن ذلك المسار لعمّت الفوضى واختفت معها الحياة على الأرض التي تكون حينها منثورة إلى أجزاء كثيرة.